responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 122

افتقاده لنعمة من النعم.

بل إنّ كثيرًا من العلماء يتجلّى علمهم ويُعبّرون عمّا لديهم من وعي وإلهام في خضم الظروف الصعبة والقاسية، فهم لا تتجلّى شخصيّاتهم على حقيقتهما كما هي تتجلّى في ساعات المحنة والفتنة، فيظهرون كأسمى الأشخاص وأروعهم؛ لأنهم لا يعرفون التضجّر والتبرّم والانزعاج، أو لنقل: هكذا ربّتهم الحكمة وعلّمهم الشكر وقادهم الصبر، إزاء توافر وتواتر النعم، أو افتقادها.

ثقافة الشكر تصنع الحضارة

انطلقت الحضارات البشرية من الشكر، ولكنّها انتهت وتلاشت عند نقطة الكفر بالله أو بأنعمه. وحينما ندرس تاريخ الحضارات، نجد هذا الخط البياني كيف تتصاعد به الحضارة الإنسانية مع الشكر، وكيف تتوقّف دون الشكر، وكيف تصل إلى أدنى الهبوط عند الكفر بالله أو بنعمائه وآلائه.

والشكر كما بيَّنَّا سابقًا هو وعي النعم ومعرفة المنعم والمحافظة على عوامل النعمة، حيث يعي ابن آدم طاقاته والأرض المحيطة به والوقت الذي يعيشه. هذا الثلاثي؛ أي: (الإنسان، والطبيعة، والزمان) إذا وعى الفرد حقائقه الثلاث، تبتدئ الحضارة وينطلق في التقدّم.

عقبى الكفر بالنعم‌

وقد سبق منّا القول منطلقين من القرآن المجيد عن آفاق الحكمة والشكر، فتعالوا نتحدّث عن القسم الثاني من الآية

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست