responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 89

تفصيل القول:

1- فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ‌.

لماذا نجد القرآن الكريم يبث الحقائق في آيات شتى ولا يجمعها في سياق واحد؟.

هناك احتمالات شتى:

أولًا: إن قدرة الإنسان على اجتذاب الحقائق فكريًّا، والتفاعل معها نفسيًّا، ومن ثم التكيُّف معها سلوكيًّا .. إنها قدرة محدودة. لأن الإنسان لا يستطيع أن يهضم الحقائق الكبرى بسهولة، خصوصًا حينما تمسّ تلك الحقائق جذور الانحراف في نفسه، وفي تلك الحقائق ما فيها من ركائز الإصلاح والتغيير. إن استيعاب مثل هذه الحقائق يُكلِّف الإنسان المزيد من الجهد الفكري والعزم الإرادي.

تعالوا نتدبر في فاتحة هذه الآية الكريمة، قال تعالى: فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ‌.

ذلك أن التكذيب الذي يُجابه به فريق من الناس قد يكون بسبب خلاف عاطفي معهم، سواء قال حقًّا أم باطلًا. كذلك التصديق قد يكون بسبب وفاق عاطفي مع شخص أو جماعة. وهذا في الحقيقة- مقياس خاطئ؛ لأن على الإنسان أن يعرف الحق ثم يقيس الرجال به، وليس العكس. ولكن قد يكون بسبب آخر، مثلًا قد تجد إنسانًا يحب الآخر أو لا أقل يحترمه ويرى فيه منظومة الخصال الحسنة ولكنه يخالف الأفكار التي يطرحها، فيكذبه من أجلها وليس لنقص في القائل وإنما بسبب عدم الوفاق في أفكاره.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست