responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 86

ضعف وعن كل عيب وعن كل نقص.

2- مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ.

أي: أنك خلقتنا بإرادتك، ولم تجعل لنا الحق في أن نكون آلهة، أو أنصاف آلهة، أو أن نجعل لأنفسنا من دونك آلهة وأولياء، إذ لاجهة مخلوقة يمكن أن تحل محلك وتتقمص رداء الربوبية؛ لأن كل شي‌ء في العالم مخلوق، وكل شي ء ناقص، ولا يستحق أن يُعبد مهما تعاظمت مظاهر الأُبَّهة لديه ووساوسه.

وهكذا نفى أولئك الذين كانوا يعبدون دون الله، من الطغاة وعلماء السوء وذوي الإمكانات بألوانها، أن يكونوا قد أضلوا الناس الذين عبدوهم من دون الله جلَّ وعلا، وبيَّنوا السبب الرئيس لضلالتهم فقالوا:

3- وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ.

ويستدل الذين ساهموا في ضلالة الناس بأن نسيان الذكر والابتعاد عن مصدر الهدى، كان سبب ضلالهم. والذكر هو ضياء الوحي والنبي وأوصياؤه.

ولعلّ هذه الآية تُشير إلى ما جاء في سورة الحديد من أن الناس إذا طال عليهم الأمد، قست قلوبهم، حيث قال ربنا سبحانه: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ‌ [1].

وقد يكون الإنسان مؤمنًا إيمانًا سطحيًّا، ولكنه في الوقت ذاته‌


[1] سورة الحديد، آية 16.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست