responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 69

وكما أن الذنب قد يكون مضاعفًا مركبًا ضمن إطار واحد، فكذلك يكون جزاؤه، إذ يُرمى مُقترفه إلى جهنم مُقرَّنًا بالأصفاد وبالشياطين، وهنالك يدعو ويلًا ثبورًا واحدًا، إلَّا أنهم يُقرَّعون بالأمر ألَّا يدعوا ثبورًا واحدًا فقط، بل ثبورًا كثيرًا لشمول الجزاء شركاءهم الذين خدعوهم وغرّور بهم.

في يوم الجزاء يأمر الله عز وجل المُذنب المحشور في نار جهنم ألَّا يدعو ثبورًا واحدًا، بل عليه أن يدعو ثبورًا كثيرًا، فلا يُلقي باللوم على غيره، وأن يعترف بأنه مسؤول في الحقيقة عما اقترفت يداه مهما تراكمت عليه الظروف الضاغطة.

أقول:

إن الإنسان مسؤول عن عمله؛ وإن كانت عوامل أخرى قد ساهمت في حصول ذنبه، فهو المسؤول الأول والأخير حتى وإن كانت البيئة فاسدة، وإن حصل من أبويه أن ربّياه على طريقة خاطئة، وإن كانت الظروف الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية المحيطة به قد دعته إلى ارتكاب الذنب، إلَّا أنه- شاء أم أبى- له القرار النهائي، ولكنه حينما يخضع للظروف يخضع للآباء أو للاقتصاد أو للسياسة أو للبيئة؛ فخضوعه كان بمحض إرادته، وقد أعطاه الله من الإرادة الحرة ما يختار بها ما يرتئيه.

إن الأمر سيصدر إلى القابعين في جهنم بدعاء الثبور الكثير؛ لأن ذنوبهم وإن كانت آحادًا، إلَّا أن للذنب الواحد آفاقًا عديدة، هم المسؤولون عما تتشعب إليه ذنوبهم من الشعب وتترك من الآثار والعواقب السلبية، كمن يرتكب ذنبًا واحدًا في الظاهر كاستسلامه لطاغوت ظالم، ولكنه عليه أن يدفع ثمن ما سيُرتب‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست