responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 64

سوف يدخلون النار لِيَصْلَوا فيها سعيرًا .. والمشكلة الأساسية عند هؤلاء الكافرين تكذيبهم بحقيقة يوم القيامة، ومن يكذّب بهذه الحقيقة التي هي عنوان العدل الإلهي والحكمة الربانية، لا علاج له سوى أن يُلقى في نار جهنم لينال فيها جزاءه.

والسؤال: لماذا اكتفى السياق القرآني بإنذار هؤلاء دون بيان المزيد من أدلة قيام الساعة؟.

الجواب: أن الحقائق الدينية واضحة أصلًا، لاسيما وأن آيات ربِّ العالمين منتشرة في كل مكان. وإنما الذي يمنع البشر من الاعتراف بها تتمثل في الحُجب النفسية التي تمنعه من تبصُّر الحق، وهذه الحجب لا يسنح رفعها بالأدلة العقلية؛ إذ الدليل متوفر أساسًا، وإنما يمكن رفع تلكم الحُجب بالصعقات النفسيّة الكبيرة التي توجَّه إلى كيان الإنسان، ليتنبّه؛ فلا يُجادل في الحق؛ وليفكر بموضوعية؛ فيصل إلى الحقائق. والصعقات هذي قد تكفَّل القرآن المجيد بتوجيهها.

وإذا رُفعت الحجب؛ عاد المرء إلى رشده، وفكّر بموضوعية، فوصل إلى الحقيقة.

إذن؛ فابن آدم؛ المحجوب عن المعرفة بحجب الغفلة والجهل والتكبُّر والذنوب وغير ذلك، بحاجة ماسة إلى ما يهزّ أعماقه ليعود إلى رشده، فيقرّ بواحدة من أكبر الحقائق الإلهية، ونقصد بها: حقيقة يوم القيامة. فمن المفترض أن ينكسر لهذه الحقيقة قلب الإنسان وتجري عليها دمعته، ومن دون التعامل العاطفي يصعب على من أسره حطام الدنيا أن يؤمن بحقائق الآخرة.

إن قلب البشر أسير شهواته وسجين غفلته، فلابد من‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست