responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 296

الحميدة منها والرذيلة من شأنها التواصل مع بعضها؛ إذ لكل منها جذور في النفس البشرية وتنتهي جميعًا الى صفة واحدة.

فمثلًا إذا رأينا صفة الخيانة في شخص فلابد أن يكون كاذبًا، وإذا كان كاذبًا كان فاسقًا وهكذا تتوالى صفات الشرِّ حتى تنتهي الى الصفة التي تفرعت منه بادئ ذي بدء.

كذلك شأن الصفات الحميدة، فإنما هي صفات تتصل بواقع في ذاته، فإذا كان المرء أمينًا فهو صادق، وإذا كان صادقًا فهو شجاع، واذا كان شجاعًا فهو كريم ... إلى آخر الصفات الحميدة الطيبة.

ولذلك قلَّما نجد كتاب الله تبارك وتعالى يُحدِّثنا عن المؤمنين إلَّا بسلسلة من صفاتهم ضمن منظومة كاملة من صفاتهم. وهكذا الأمر بالنسبة للحديث عن المنافقين أو المشركين.

من هنا فإن العقل لا يُقيِّم إنسانًا مؤمنًا، فيُخرجه من الإيمان لمجرَّد عُروض تصرُّف سيئ واحد. كما لا يُقيِّم الإنسان الفاسق المتجذرة فيه صفات الرذيلة، فيعتبره صالحًا لمجرد تصرُّفه تصرُّفًا صالحًا واحدًا، وإنما لابد للعقل من الرجوع إلى منظومة صفات كل منها. وهكذا.

1- وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ.

أن يشهد المرء زُورًا حالة مغايرة للشرع المُقدَّس، لماذا؟.

لأن من صفات المؤمن أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى العدل والخير، وشهادة الزُّور تُخالف الموقف الذي ينبغي أن يصدر عن الرجل المؤمن المُتَّصف بتلك الصفات السامية. إنه أبدًا يسعى من أجل إحقاق الحق، وإن كان على نفسه أو مَنْ يُحِبُّه.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست