responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 214

2- وَجَاهِدْهُمْ بِهِ‌.

والجهاد هو بذل ما في الوسع من الجهد، وتحريك كل الطاقات الهائلة التي يمتلكها الإنسان؛ للوقوف بوجه الكفر. وقد تكون تلك الطاقات مجهولة من جانب صاحبها، ولكنه سوف يراها في حالات التحدي.

ثم إن الجهاد لا يكون بمجرد بذل الجهد فقط، وإنما ينبغي اقترانه بالاستعانة بالرسالة الإلهية. بمعنى أن قول الحق الذي يريد الإنسان المؤمن إلقاءه إلى أسماع غير المؤمنين، يلزم أن يكون مستقىً من معين القيم الإلهية، وليس مما يختزله الشخص من الثقافة الاجتماعية التي تعلَّمها هو من محيط أسرته أو مدينته؛ لأن هذه الثقافة الاجتماعية غالبًا ما تكون ممزوجة بأفكار جاهلية باطلة، وإن صُبغت بصبغة دينيه ظاهرية.

وهكذا قال ربنا سبحانه: بِهِ‌ أي بالقرآن الذي طالما رفع الكافرون أنواع الإشكالات ضده؛ لأن بصائر القرآن تُزوِّد المؤمن بما يحتاجه من أسلحة الجهاد الفكري، حيث بيَّن الله تعالى من خلاله كل الوسائل والبصائر الجهادية، ليكون التذكير بالقرآن لمن يُعلم أن في داخله خوفًا من عقاب الله ووعيده.

3- جِهَاداً كَبِيراً.

ووصف الجهاد بالكبير، لعله يدل على الجهاد المستمر على مستوى الزمان وعلى مستوى المكان والوسائل، فلا يدع حالة باطلة إلَّا ويتخذ إزاءها موقفًا صحيحًا.

ونستوحي من الآية أيضًا أن تطبيق القرآن الكريم من قبل المؤمن يعطيه قوة هائلة يتسلَّح بها في مواجهة الكفار.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست