responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 176

أهمية لمن مات قبلهم، إذ لا حساب أخروي في حساباتهم؛ أي أن عقولهم قد انغلقت وقلوبهم قد عميت وانعدم فيهم التفكير والاعتبار؛ لأنهم أنكروا أصلًا فطريًّا هامًّا جدًّا، وهو أصل الجزاء؛ بعقابه وثواب، وأنكروا أصل الحكمة من وجودهم وإيجادهم على الأرض في الحياة الدنيا، واعتبروا أنفسهم مجرد كائن طبيعي، يعيش ويفنى كبقية الكائنات غير المعنية بالحشر إلى يوم القيامة.

إن الإيمان بيوم القيامة الذي يُحرض عليه القرآن المجيد وعموم المنهج الإسلامي في التفكير هو حجر الزاوية في المنهج العلمي السليم. وهكذا كان من ينكر الآخرة أعمى حتى عن معرفة الدنيا؛ لأن الدنيا وجه واحد من الحقيقة فقط، فكيف يُفسِّر الحقيقة من لا يرى إلَّا وجهًا واحدًا منها.

ومن هنا فإن المؤمن بالآخرة يُضاعف يقينه؛ هذا اليقين الذي يرقى بذهن الإنسان إلى مستوى أخذ العبرة ممن سبق ومن تفاصيل التاريخ، ليجتنب المهالك وينطلق في صناعة كيان حضاري مُتميِّز محصّن عن التعرُّض للعذاب الإلهي كما تعرَّضت له الحضارات من قبل.

ومن هنا؛ يتضح أن التاريخ البشري مدرسة، ولكنه ليس لكل الناس، وإنما لأولئك الذين يفتحون بصائرهم لغرض الاعتبار، وأن آثار القرى المُعذَّبة بعذاب السماء علامة مهمة من علامات مدرسة التاريخ. هذه المدرسة التي لا تهتم بالقصور الخربة والحجارة المُكدَّسة والتماثيل القديمة، بقدر اهتمامها بما هو وراء هذه الأشياء، من قوانين حكمتها ورسمت خارطة مسيرتها على مر السنين والقرون.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست