responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 162

الله تعالى قد قال لهما آمرًا: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى‌ [1].

ولكن هل القوم الذين ينبغي على موسى وهارون الذهاب إليهم هم آل فرعون ذاتهم؟.

بلى؛ ولكن لا تخصهم إذ إن سنة الله جارية في كل من يُكذِّب بآيات الله فإنه يعرض نفسه لعقاب شديد. وكأن الآية تُذكِّر بجملة حقائق.

أولًا: إن الله أمر النبي موسى وأخاه هارون لإبلاغ الرسالة.

ثانيًا: إن الرسالة صدّقت بآيات الله.

ثالثًا: أنهم كذبوها.

رابعًا: إن الله دمرهم تدميرًا.

وهذه السنة تجري في كل قوم، وذكرها هنا لتكون عبرة لقوم موسى عليه السلام أيضًا. فهم حين كذَّبوا بالتوراة، وبسائر الآيات التي ظهرت مع نبيهم موسى عليه السلام، واسترسلوا مع السامري في عبادة العجل، فإنهم قد سلكوا الطريق ذاته الذي سلكه عدوهم فرعون. ومن هنا كان جزاؤهم الجزاء ذاته، ولكن حسب مدى جريمتهم، حيث إن الله أمرهم بأن يقتلوا أنفسهم. وهكذا قال ربنا سبحانه:

1- فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً.

لأن الله عز وجل مُنزّه عن اللعب. فكما هو أرحم الراحمين حيث يُسبغ النعم، ويُرسل الرسل والرسالات برحمته، فهو كذلك شديد العذاب وشديد النقمة، إذا ما حصل الكفران بنعمه والتكذيب برسله. والأمر بينهما أنه يُمهل ولا يُهمل، ومهلته‌


[1] سورة طه، آية 43.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست