فهل
بعد ذلک يبقى شک أو ريب في صحة الحديث سنداً، ووضوحه دلالة، وبعد بيان
معنى الثقلين، وأنهما أهم من الشيء الخطير النفيس المصون ـ کما هو المعنى
اللغوي لهما ـ وبعد بيان مَن هم العترة الذين استخلفهم النبي، ونصّبهم أئمة
من بعده، وأمر الأمة بالاقتداء بهم کما في حديث ابن عباس رضي الله عنه. فقد
أخرج أبو نعيم في الحلية، والحمويني في فرائد السمطين بسندهما عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: من سرَّه أن يحيا حياتي،
ويموت مماتي،ويسکن جنَّة عدن غرسها ربِّي، فليوال عليًّا من بعدي، وليوال
وليَّه،وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خُلِقُوا من طينتي، رزقوا
فهماً وعلماً، وويلٌ للمکذبين بفضلهم من أمتي، للقاطعين فيهم صلتي، لا
أنالهم الله شفاعتي.[1] ومع هذا کله يبقى متنطّع يناقش في معني الثقلين، أو متشدِّق يحاول التشکيک في هوية العترة. ومهما وجد مثل هذا أو ذاک فإنَّ حديثي زيد بن ثابت وسعيد الخدري، يقطعان جهيزة کل ناعق. وذلک ما أشار إليه سيدنا الناظم دام ظله بقوله الآتي. ـــــــــــــــــــــ