responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 89
خلقكم وتفضل عليكم بنعم السماء والأرض، شركاء من الأصنام وانتم تعلمون أنها عاجزة عن منحكم تلك النعم، بل ولا ذرة من واحدة منها.
و قيل: باختصاصه بالمؤمنين فتكون الآية نهيا عن الارتداد والغلو والتشريك من حيث لايشعر.
و في جميع هذه الأقوال ما لايخفى، ويكفي في ردها أنه تخصيص للآية الكريمة بلا مخصص، فإن الخطاب فيها عام، لاسيما بملاحظة السياق، وتلوها للآيات التي صنفت الناس إلى أصناف ثلاثة.
على أنه يرد على الأول: بأن أهل الكتاب لم‌يكونوا يعلمون أنه ليس في كتبهم ذلك، إذ لم‌يصل إليهم من كتبهم إلا المحرّف، وهو يتضمن الكثير من الأباطيل كتثليث الاله وغيره.
و قريب منه يرد على الثاني فإن عبدة الأوثان كانوا يرون أن الأمور من خيرها وشرها، زينها وشينها، إنما هي بيد الوثن يفعل ما يشاء، ومعه فلا معنى لأن يقال إنهم كانوا يعلمون أن الأصنام منحتهم تلك النعم.
إذن: فيتعين إمّا حمل العلم على العقل، فيكون المعنى: لاتجعلوا للّه شركاء وأندادا والحال أنكم تعقلون وتميزون، فإن هذا الأمر مما يأباه العقل ولا يرتضيه اللب، ونظائره في الاستعمالات العرفية كثيرة.
و إمّا حمله على الشأنية والعلم بالقوة بحيث يكون المعنى: لاتجعلوا للّه شركاء وأنتم تعلمون لو تدبرتم واعطيتم الانصاف من أنفسكم أنه لا اله غيره.
و الأول أقرب.
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست