responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 82

التفسير


تضمنت هذه الآيات الكريمة بيان حال الكافرين ووصفهم، وأنهم اناس إذا قيل لهم: لا تفسدوا في الرض بالنفاق والعصيان والخيانة بالمؤمنين بنقل اخبارهم الى الكافرين، قالوا: انما نحن بذلك من المصلحين-لأنهم كانوا يرون طريقهم هو الصواب والمؤمنين على الضلالة والخطأ-لكنهم مفسدون واقعا، وإن كانوا لجهلهم وقلة ادراكهم لا يشعرون بذلك، كما أنهم إذا قيل لهم: آمناو بالرسالد إيمانا خالصا لا يشوبه نفاق وشك-كما آمن الناس-قالوا- مستنكرين-: أنؤمن كما آمن الضعفاء ومن هم فقراء ومن طبقات اجتماعية واطئة؟!لكنهم هم الضعفاء القليلوا العقل والادراك، من غير ان يعلموا.
ثم إنهم-و بحسب ما يقتضيه طبع النفاق-إذا لقوا الذين آمنوا قالوا إنّا مؤمنون معكم، لكنهم إذا خلوا إلى شياطينهم وقادة الكفر والشرك قالوا: إنّا معكم إنما نحن مستهزؤن بالمؤمنين بإظهار الإيمان لهم، ألا إن اللّه سيجازيهم على ذلك(و التعبير بالاستهزاء من المجاراة والمشابهة في التعبير)، ويمدهم- لما ارتكبوه من المعاصي-في طغيانهم يعمهون كي يزدادوا بذلك اثما وعذابا، فإنهم اناس باعوا الهدى بالضلالة وتركوا الحق ليأخذوا بالباطل، وبذلك فقد خسرت تجارتهم خسرانا ليس وراءه خسران.
فمثل هؤلاء كمثل من أشعل نارا في الظلام كي يستفيد من نورها، لكن اللّه ذهب بنورها وتركه في ظلمات لا يبصر شيئا ولا يرى، فإنه ما أشده حيرة وترددا.
فهؤلاء قد استولى النفاق والكفر الباطني عليهم الى حد وكأنهم لا يسمعون ولا يرون ولا ينطقون، بل وكأنهم ليس لهم السمع والبصر واللسان، فهم عن غيهم لا يرجعون.
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست