responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 57
أموالهم مما أو جبه اللّه تبارك وتعالى عليهم.
و من هنا يظهر وجه ذكره تعالى للانفقا مقارنا لأداء الصلاة، فإنه عزّ وجلّ في مقام بيان المتقي، وأنه لا يكون العبد كذلك إلا إذا كان مصدقا بالغيب ومقيما للصلاة ومنفقا مما رزقه اللّه.
ثم إن في استعمال(من)التبعيضية في المقام من النكتة ما لا يخفى، فإنها دالة على أن المعتبر من الانفاق في كون العبد متقيا هو الانفاق ببعض المال لا كله، وان المتقي ينبغي له أن يحب المال لنفسه ولغيره من اخوانه، فلا يدّخره لنفسه فقط ومن دون أن يستشعر بما يجري على اخوانه الفقراء { و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنفك } ، ولا لأخوانه فقط من دون أن يجعل له فيه نصيبا { و لا تبسطها كلّ البسط فتقعد ملوما محسورا } [1]، فالمؤمن هو الذي يسلك سبيل الوسط ولمستقيم في أمواله كما هو حاله في غيرها.
{ و الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } [2].
و أخيرا: فالآية الكريمة لا تختص بطائفة معينة من الناس دون غيرهم، وما قيل من اختصاصه بالعرب بقرينة قوله تعالى بعدها: { و الذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك } بدعوى أنه لم يكن للعرب كتاب قبل القرآن، كدعوى اختصاصها بالكتابيين واضح الفساة، لعدم الشاهد على التخصيص، وبطلان الدعوى يظهر من مراجعة التاريخ والنصوص.

[1]الاسراء، الآية: 29

[2]الفرقان، الآية: 67

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست