responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 55
انه: ما غاب عن العباد علمه من أمر الجنة والنار والأرزاق والأعمال. واختاره الشيخ قدس سرّه في تفسيره.
و ذهب الرماني إلى أنه خفاء الشي‌ء عن الحس قرب أو بعد. ونسب الآلوسي إلى بعض القول بأنه ما لا يقع تحت الحواس ولا تقتضيه بداهة العقل، ثم اختار هو أنه: اللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم والقدر خيره وشره.
و نسب ابن كثير إلى بعض القول بأنه الإسلام وإلى آخر بأنه القدر.
و قال البلخي: إنه كل ما ادرك بالدلائل والآيات مما تلزم معرفته.
و الذي يخطر بالبال القاصر أن الإيمان هو التصديق-على ما سيأتي بيان المراد منه-فإن الخشية والأمن من العذاب إنما هما من لوازم الإيمان الحقيقي، فإن المصدّق حقا لا يفعل إلا الطاعة ويخشى اللّه في السر والعلانية، ومن ثمّ يؤمن نفسه من العذاب، وإلا فهما ليسا من معاني الإيمان.
و أمّا الغيب: فالظاهر أنه ليس المراد به مطلق ما خفي عن الحس حتى وإن لم يكن الاعتقاد به دخيلا في الإيمان، وإنما المراد به خصوص ما يكون دخيلا فيه، مما ينبغي للمؤمن الاعتقاد به من المبادئ التي قام الدين عليها من الاعتقاد باللّه وكتبه ورسله والجنة والنار، إلى غير ذلك مما نطقت به السماء أو أخبر عنها النبي صلى اللّه عليه وسلم والأئمة عليهم السّلام، اعتقادا راسخا بحيث يستلزم الإنقياد اليها والعمل على وفقها.
و لعل إلى هذا المعنى يشير ما روي عن الرضا عليه السّلام أنه قال: «الإيمان هو التصديق بالقلب والعمل بالأركان والقول باللسان»[1].
{ و يقيمون الصّلاة } : قال أبو مسلم محمد بن بحر: أي يديمون أداء فرضها. وقيل: إن الإقامة مشتق من تقويم الشي‌ء، أي إحكامه والحفاظ عليه والوفاء بحقه-نقل ذلك عن الضحاك-. وكل منهما ليس ببعيد.

[1]التبيان: 1/56

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست