responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 38
العبادة والانقطاع إليه تعالى، كما قال تعالى: { ربّ احكم بالحقّ } [1]، وإن علمنا أنه لايحكم إلا بالحق، ويكون لنا في ذلك مصلحة كسائر العبادات، كما هو الحال في التعبد بتكرار التسبيح والتحميد والإقرار بتوحيده ولرسوله بالصدق، وإن كنا معتقدين لجميع ذلك‌[2].
و منهم من حملها على طلب استمرارها وادامة التكليف والتعريض للثواب، لأن ادامة التكليف ليست بواجبة. بل هو تفضل محض جاز أن يرغب فيه بالدعاء[3].
و منهم من حملها على طلب الهداية الخاصة بعد تفضله تعالى بالهداية العامة، بكلا قسميها التكوينية والتشريعية، إلى غير ذلك من الوجوه التي ذكرت في كلماتهم.
و أقرب هذه الوجوه هو الأخير، فإن الأول بعيد، لأن صيغة الكلمة صيغة الدعاء والطلب من البارئ عز وجل، فحملها على مجرد التلفظ بها تعبدا أؤ لترتب الثواب عليه، حمل على خلاف ظاهرها، والثاني خلاف ظاهر الصيغة في طلب الحدوث، فإن طلب استمرارها لاينشأ عادة بهذه الصيغة وإنما ينشأ بصيغة التثبيت أو طلب عدم الضلال، كما في قوله تعالى: { ربّنا أفرغ علينا صبرا وثبّت أقدامنا } [4]، وقوله تعالى: { ربّنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } [5].
فيتعين القول الثالث، فإن الهداية من اللّه على أقسام ثلاثة:
الاولى: الهداية العامة التكوينية، وهي التي يعبّر عنها بالفطرة، والتي يمنحها اللّه العبد بعد خلقه، ومنها قوله تعالى: { ربّنا الذي أعطى كلّ شي‌ء }

[1]الأنبياء، الآية: 112

[2] التبيان 1/41

[3] التبيان 1/41

[4]البقرة، الآية: 250

[5]آل‌عمران، الآية: 8

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست