responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 260
{ و بالوالدين إحسانا } [1]، وقال تعالى: { و قضى ربك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسانا } [2]. وقال تعالى: { و وصّينا الإنسان بوالدين حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير } [3].
بل وقد نهى اللّه تبارك وتعالى عن مقاطعتهما حتى ولو دعياه إلى الشرك به عزّ وجلّ، والحال أن الشرك جريمة ما وراءها جريمة حتى قال تعالى: { و من يشرك باللّه فكأنّما خرّ من السّماء فتخطفه الطّير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } [4].
و قال تعالى: { إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [5].
نعم، مع هذا كله لم يسمح اللّه عز وجل بمقاطعتهما والإعراض عنهما عند دعوتهما له إليه، بل وعلى العكس من ذلك فقد أمر تعالى بلزوم معاملتهما بالمعروف ومخاطبتهما بالقول اللين قال تعالى: { و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا } [6].
و لعل هذا الاهتمام بالوالدين ناشئ من دورهما الفعال في حياة الولد، فهما الموجدان له بعد اللّه تبارك وتعالى، وهما المشرفان على تربيته وتنظيم حياته حتى كبره، بما في ذلك من تحمل المشاق والصعوبات، وإلا فالطفل أعجز عن أن يدفع عن نفسه ذبابا، فهما محسنان إليه احسانا لا يساويه إحسان، فيجب عليه شكر إحسانهما ذاك بالإحسان إليهما عملا بقانون: { هل جزاء }

[1]الانعام، الآية: 151

[2]الاسراء، الآية: 23

[3]لقمان، الآية: 14

[4]الحج، الآية: 31

[5]النساء، الآية: 48

[6]لقمان، الآية: 15

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست