و القول
باستحقاق فاعل كل سيئة موجبة لإحاطة الخطيئة به واستيلائها عليه-إما
لعظمها كالشرك وقتل المؤمن متعمدا، أو لإصرار العبد عليها إصرارا موجبا
لموت قلبه والختم على سمعه وبصره والغشاوة على عينه-للنار خالدا فيها. { و الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات أولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون } و
هو مما اقتضته الحكمة الالهية البالغة من ذكر الترغيب والترهيب معا زيادة
في انبعاث العبد نحو الأعمال الخيّرة وانقلاعه عن الشر والمعاصي ولبيان
حرية العبد في اختياره لما يشاء من الطريقين.
و كيف كان: فالآيتان متحدتان من حيث المعنى مع قوله تعالى:
{ إنّ الّذين ءامنوا والذين هادوا والنّصارى والصّابئين من ءامن باللّه
واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
} [1].