responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 216
الأجسام بحيث كان هؤلاء مشابهين للناس في الصورة وليسوا منهم، فيما زعم آخر أن ذلك على نحو المثل لا الحقيقة نظير قوله تعالى: { كمثل الحمار يحمل أسفارا } [1].
و كلاهما مناف لظاهر الآيات جدا من غير دليل يدل عليه، أو ضرورة تدعو إليه.
و دعوى: أن مسخهم إلى القردة ينافي الإمهال، واضحة الاندفاع فإن حاله في ذلك حال كل عقوبة تنزل بالعاصين بعد إقامة الحجة والبرهان وتشدد العبد في الغي والعصيان.
كما أن توهم أن المسخ حقيقة ينافي كون الفعل نكالا وموعظد لهم، لخروجهم عن التكليف بذلك.
واضح الفساد حيث لم يفرض في الآية الكريمة كون الفعل نكالا لأؤلئك العاصين بالذات، وإنما فرض كونه نكالا وعبرة لغيرهم مما بين يديها وما خلفها، وهو حاصل لاطلاعهم على ما آلت تلك الأقوام إليه نتيجة لمخالفاتهم وعصيانهم فيكون عبرة لهم.
{ فجعلناها } المسخة أو تلك القرية.
{ نكالا } و عبرة.
{ لما بين يديها وما خلفها } أي لما بين يدي المسخة من الشاهدين، وما خلفها الذين يجيئون بعدهم، أو لما بين يدي تلك القرية من القرى أي ما حولها، وما خلفها مما تباعد عنها.
{ و موعظة للمتقين } ليزيد اطمئنانهم بالحق ويقينهم بالصدق.

[1]الجمعة، الآية: 5

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست