responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 155

التفسير


{ و إذ نجّيناكم من آل فرعون } آل الإنسان كل من ينتمي إليه ويرتبط به ولو عقائديا، ثم إن الآية قالت: { نجّيناكم من آل فرعون } و لم تذكر: { نجّيناكم من فرعون } باعتبار أن الثاني لا يدل إلا على هلاكه شخصيا، بخلاف الأول حيث ان فيه الدلالة الواضحة على انقراض سبيله وطريقته، فيكون نجاة حقيقيا لهم.
{ يسومونكم سوء العذاب } و ذلك بما ذكرته الآية بعد ذلك‌ { يذبّحون أبناءكم ويستحيون نساءكم } حيث يبقونهن احياء فيتخذونهن اماء وجواري للخدمة والتسرية.
{ و في ذلكم بلاء مّن ربّكم عظيم } الظاهر أن اسم الإشارة متعلق بانجائهم من آل فرعون لا بذبح الابناء واستحياء النساء، وذلك لأنه وإن صح الاختبار والامتحان بكل منهما حيث يصح الامتحان بالخير والشر معا ولا يختص بالأول أو الثاني‌ { و نبلوكم بالشّر والخير فتنة } [1]، { و بلوناهم بالحسنات والسّيئات لعلّهم يرجعون } [2]، إلا أن الظاهر من الآية الكريمة كون الامتحان بالنعمة لا العذاب، ولعله لكونه أصعب اختبارا من الثاني فإن العبد المعترف بوجود البارئ يحس عند الشدة بخضوعه للاختبار بأدنى تأمل منه، على العكس من احساسه بالرخاء، فإنه قد يغفل تماما عن كون ذلك امتحانا له، بل قد يراه دليلا على قربه من المولى ومكانه السامي لديه، فيكون ذلك سببا في هلاكه ووقوعه في المعاصي.

[1]الأنبياء، الآية: 35

[2]الاعراف، الآية: 168

اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست