responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 113

التفسير


{ و إذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل } أي خالق وصانع‌ { في الأرض خليفة } و صفت الآية الكريمة آدم وبنيه بصفة ما أعظمها، فهو الذي يستخلفه اللّه ويكون خليفة عنه في الأرض يتصرف فيها تصرف الحاكم عليها، ويستمتع بلذائذ نعمها وينتفع بموفور خيراتها، ويسخرها لأغراضه الخاصة كيف يشاء، وليس ذلك إلا لما منحه اللّه من مواهب وقدرات وذلل له الصعاب،
و مع هذا وذاك كله، أفتراه شاكرا لأنعم اللّه؟فإن صبغة الكفر والطغيان لازمت الإنسان وكأنها صبغة أزلية له.
و من هنا كان سؤال الملائكة-على سبيل طلب معرفة الحكمة والغاية لا الاستنكار-منه تعالى عن خلق هذا النوع الجديد { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدّماء } قيل: إن منشأ علمهم إنما هو قياس هذا النوع الجديد على الجان الذين كانوا يقطنون الأرض قبل الانس، كنه كما ترى فإن قوة السؤال وطرحه على نحو الجزم والبت لا نتسجم مع القياس الذي لا يورث إلا الظن، ومن هنا فلا يبعد دعوى أن اللّه تعالى كان قد أخبرهم بذلك.
و كيف كان: فالمستفاد من هذه الآية الكريمة أنهم كانوا عالمين بصبغة جنس الإنسان وصفته هذه، وأمّا منشأ ذلك فليست هناك دلالة في الآية الكريمة على شي‌ء مما ذكره المفسرون في كتبهم، وأكثرها لا يتجاوز حدّ التخرص والتكهن.
فهم علموا به واستغربوا ذلك حينما جهلوا الحكمة لا سيما وهم يخلصون في عبادته تعالى وتنزيهه من كل نقص واجلاله وتعظيمه‌ { و نحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك } ، وكأنهم رأوا أنفسهم بذلك أشرف وأجل من المخلوق الجديد، ومن هنا فقد جاء الجواب عن سؤالهم ب { إنّي أعلم لا تعلمون } فإن علم الملائكة مهما يكن فهو محدود، في حين أن علمه تعالى‌
اسم الکتاب : قبس في تفسير القرآن المؤلف : الخوئي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست