responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 681
فأحالوا النسخ أيضا،و إن وقعوا في محذور النسخ باعتبار أنّ شريعة عيسى عليه السّلام نسخت بعض أحكام شريعة موسى،و قد أجابوا بأجوبة تافهة لا يهمّنا التعرّض لها.
و قد استدلّوا جميعا على استحالة النسخ بأنّه إن كان الحكم ذا مصلحة فلم ينسخه و إلاّ فلم يجعله من أوّل الأمر،نعم هو ممكن بالنسبة إلى الجاهل بالواقع و نفس الأمر.
و الإنصاف أنّ ما ذكر متين لو كان معنى النسخ رفع الحكم ثبوتا،و لكنّه ليس كذلك،بل هو رفع له في مقام الإثبات،فإنّ هذا الدليل المعبّر عنه بالناسخ إنّما رفع دلالة الدليل الأوّل على استمرار الحكم لا أنّه رفع استمرار الحكم،بل الحكم قاصر من أوّل أمره عن شمول هذا الزمن،فهو نظير التخصيص في كونه رافعا لدلالة الدليل و مبيّنا لإرادة المولى الجدّية و قصرها على بعض أفراد ذلك العامّ.فينبغي لليهود و النصارى الحكم باستحالة التخصيص و التقييد،و هذا ممّا لا يمكن أن يتفوّه به عاقل أصلا،بل إنّ الحكم من أوّل أمره خاصّ إلاّ أنّه ابرز بمبرز عامّ لمصلحة مقتضية ثمّ بيّن المراد قبل حضور وقت العمل أو بعده،و كذا الكلام في النسخ حرفا بحرف.
و هذا ممّا لا يمكن أن يشكّ في إمكانه بل وقوعه،و عليه فشريعة موسى قد نسخت بشريعة عيسى؛لأنّ شريعة موسى كانت ظاهرة في الدوام و الاستمرار لمصلحة مقتضية لإظهار ذلك ثمّ بيّن المراد الواقعي،و كذا شريعة عيسى عليه السّلام بشريعة نبيّنا محمّد صلّى اللّه عليه و اله.فما ذكره الطرفان من استحالة النسخ بهذا المعنى ممّا لا يساعده البرهان.

في البداء


و يقع الكلام في مقامين:الأوّل في إمكانه و استحالته،الثاني في الإخبارات الصادرة عن الأنبياء و الأئمّة عليهم السّلام ممّا لم يتحقّق ما أخبروا به في الخارج.
أمّا الكلام في المقام الأوّل فقد شارك اليهود و النصارى في دعوى الاستحالة العامّة العمياء و نسبوا إلى علماء الشيعة قدّس سرّهم ما لا يليق بمكانتهم من أنّهم
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 681
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست