responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 337
و ثالثا:أنّه أخصّ من المدّعى؛إذ هو خاصّ بما إذا افيد الوجوب بالهيئة،لا بما إذا افيد بمعنى اسمي كما في قوله:«إذا زالت الشمس فقد وجب الطهور و الصلاة».
و ربما ذكر محذور ثالث لعدم جواز إرجاع القيد إلى الهيئة.و قد ذكره الآخوند قدّس سرّه بلفظ«إن قلت»[1]و ملخّصه:أنّ الإيجاب يعني إنشاء الوجوب بالفعل،فإن كان الوجوب المنشأ فعليّا ثبت المطلوب و لابدّ من إرجاع القيد حينئذ إلى المادّة،و إن كان الوجوب بعد تحقّق الشرط-كما هو مقتضى إرجاع القيد إلى الهيئة-فيلزم تخلّف الوجوب عن الإيجاب،و هو على حدّ تخلّف الوجود عن الإيجاد محال.
و قد أجاب الآخوند عنه بأنّ الإنشاء على تقدير كالإخبار به بمكان من الإمكان،و حينئذ فلو تحقّق الوجوب قبل تحقّق الشرط لزم التخلّف؛لأنّ المفروض أنّ الإيجاب كان على تقدير،فيكون الوجوب أيضا على تقدير،فيلزم تقدّم الوجود على الإيجاد.
و لا يخفى ما فيه،فإنّ الإخبار على تقدير ممكن؛لأنّه إخبار عن أمر واقع في الخارج فتقول:«إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود»إلاّ أنّ الإنشاء بما أنّه إيجادي على مقتضى كلامهم و يوجد معناه به،فلا يعقل حينئذ أن يتحقّق الإيجاد و يتأخّر الوجود.
نعم،لو فرض إمكانه كان تقدّمه على زمان الشرط مستحيلا كما ذكر،لكنّ الكلام في الإمكان،فافهم.
و حينئذ فالجواب عن الإشكال أن يقال:إنّ الإنشاء ليس أمرا إيجاديّا يوجد به مؤدّاه،بل هو كالإخبار في كونه مبرزا لأمر نفساني،و هو كونه في مقام قصد الحكاية عمّا في نفسه،ففي الإخبار إنّما تفيد الجملة الخبريّة كونه بصدد الإخبار،و لا تفيد ثبوت النسبة في الخارج كما هو المشهور على الألسنة؛و لذا لو أخبر بعدم وجود

[1]و(2)كفاية الاصول:123.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست