بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران بقيادة السيّد الإمام الخميني رحمه
اللّه كان المترجم له من المدافعين عن هذه الثورة المباركة في دواوين النجف
الأشرف ضدّ من كان ينبزها بأنها تحرّك من خارج حدود إيران و يربطها
بالاستعمار فكان مما يقول و يصرح به:إن هذه ثورة قام بها مرجع من مراجع
الدين و لابدّ من تأييد هذا المرجع في عمله السياسي و لا يجوز مخالفته،و
كان هذا بمثابة الطعنة الواضحة لنظام البعث الذي اعتبر نفسه معاديا للثورة
في إيران و كان مما كتبه لنا(و نحن في قم) أبيات شعر تنبىء عن هذا الأمر و
أمر بقرائتها على السيّد الإمام رحمه اللّه،فما كان مني إلاّ أن ذهبت إلى
بيت الإمام في قم و دخلت عليه و لكن كان الجوّ غير مساعد لقراءة هذه
الأبيات عليه حيث كان آباء و أمهات الشهداء يصرخون بالبكاء عندما يدخلون
على السيد الإمام و مشاهدته،و كان هو كالأسد الرابض في عرينه ينظر إليهم و
يسليهم و يدعو لهم بالتوفيق و التسديد و لكن عندما شاهدت السيّد حسين ابن
المرحوم السيد مصطفى الخميني و قلت له الأمر الذي امرني به والدي فقال لي:
اعطني أبيات الشعر و أنا أقرأها على السيد الإمام عندما يدخل إلى داخل
البيت حيث يكون الجوّ مناسبا لذلك و هكذا فعلت.
و أما الأبيات فهي:
}#+}#أبا المصطفى سدّدت في كلّ خطوة#و حالفك التوفيق في القرب و البعد#
غضبت لدين اللّه ديست أصوله#و بدّل من أحكامه محكم القصد# فيا قامعا للظلم و
الجور ناصرا#لدين الهدى تملو البسيطة بالرشد# تغيّب عنّا بدر وجهك
بازغا#بطهران شمسا بعد ليل الدجى تهدي[1]# هبطت-و روح اللّه-أنت من السماء#ليملئها عدلا بنصرتك المهدي
[1]يشير إلى أن السيّد الإمام غادر النجف و ذهب إلى نوفل لوشاتو ثم دخل طهران و أحدث الانقلاب الكبير فيها.