responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 224

الجهة الثالثة:في الكلام النفسي و الطلب النفسي و عدمهما


ذهبت الأشاعرة[1]إلى ثبوت صفة حقيقيّة في المتكلّم غير العلم تسمّى بالكلام النفسي،و أنّ الكلام اللفظي كاشف عنه كشف الفعل الخارجي عن تعلّق الإرادة به، لا أنّ الكلام النفسي يكون مدلولا للكلام اللفظي كما هو المنسوب إليهم في كتب الاصول التي بأيدينا.
و بالجملة،فهم يدّعون أنّ في النفس كلاما نظير الكلام اللفظي،غير أنّ الكلام اللفظي تدريجي الحصول و ذاك أمر دفعي الحصول في النفس،و يكون الكلام اللفظي كاشفا عنه،كما تقدّم.و هذا الكلام النفسي الذي يدّعونه غير تصوّر الشي‌ء و بقيّة مقدّمات طلبه من العزم و الجزم و التصديق بالفائدة و الشوق،و لكنّ الكلام كلّ الكلام في إثبات هذا الكلام النفسي المدّعى.و قد استدلّوا عليه بامور:
الأوّل:قول الشاعر:إنّ الكلام لفي الفؤاد...إلخ‌[2]و قول الشخص للآخر:إنّ في نفسي كلاما لا احبّ بيانه،و قوله تعالى: { فَأَسَرَّهََا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَ لَمْ يُبْدِهََا لَهُمْ } [3].
الثاني:أنّ كلّ متكلّم لا يتكلّم إلاّ بعد أن ينظّم كلامه في نفسه،و هذا هو المراد من الكلام النفسي.
و الجواب عنهما:أنّه إن كان المراد بالكلام النفسي هو هذا المعنى فهذا هو عين العلم بكلامه قبل تحقّقه،مع أنّه موجود في جميع الأفعال الاختياريّة،فإنّ الأكل أيضا مسبوق بتصوّره،و هكذا الشرب و النوم و غيرها من أفعاله الاختياريّة،

[1]راجع شرح المواقف 8:93-94.

[2]قاله الأخطل كما في شوارق الإلهام:555.

[3]يوسف:77.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست