الخارجيّة
بين المبدأ و الذات،فأشكل عليه الأمر في صفات الذات من صفات اللّه تعالى و
تقدّس بناء على ما هو الحقّ عند العدليّة من اتّحاد صفاته و ذاته،فالتزم
بالنقل أو التجوّز في صفاته.
و قد أشكل الميرزا قدّس سرّه[1]-تبعا
لصاحب الكفاية قدّس سرّه-بأنّه تكون صفاته صرف لقلقة لسان و ألفاظ بلا
معنى؛إذ لا نعرف لها معنى إلاّ المعنى الذي يصحّ حمله حقيقة و لا نعرف معنى
لذلك؛إذ إنّ المراد بالمشتقّ حينئذ المبدأ ليس إلاّ و هو مفهوم،فأيّ معنى
حينئذ لهذا الكلام؟
و بالجملة فالآخوند قدّس سرّه في مقام الردّ على صاحب الفصول حيث اعتبر المغايرة الخارجيّة ذكر[2]أنّه يكفي المغايرة المفهوميّة،و حينئذ فيكون الحمل حقيقيّا حتّى في صفات الذات من صفاته تعالى و تقدّس.
و نحن نقول:إنّ المغايرة المفهوميّة بين الذات التي هي الموضوع و بين
المبدأ غير معتبرة أصلا؛و لذا يصحّ الحمل بلا تجوّز في قولنا:النور منير و
الضوء مضيء و العلم معلوم،مع كون المبدأ في المقام متّحدا مفهوما مع الذات
المحمول عليها،فإنّ الموضوع هو نفس المبدأ.نعم يعتبر المغايرة بين الموضوع
و المحمول و لا يعتبر أزيد من ذلك قطعا،فافهم.
التنبيه الخامس:في اعتبار قيام المبدأ بالذات و عدمه
قد ذكر صاحب الفصول قدّس سرّه[3]عدم
صحّة الحمل في صفات الذات من صفات اللّه من جهة اخرى غير المغايرة
الخارجيّة،و هو أنّه يعتبر قيام المبدأ بالذات و لا قيام في صفاته؛إذ
المبدأ فيها عين الذات و القيام يقتضي المغايرة،فالتزم بالتجوّز في صفاته
تعالى و تقدّس.