responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 210
و قد يكون الاتّحاد بين المحمول و المحمول عليه خارجيّا و المغايرة في المفهوم فقط كما في قولك:زيد قائم،و كما في قولك:الناطق حيوان،فبين المفهومين مغايرة صرفة،فإنّهما مفهوما متباينان و لكن اتّحادهما بحسب الوجود الذي هو خارج عن الذات؛إذ الألفاظ موضوعة للماهيّات الصرفة مع قطع النظر عن الوجود و العدم، و يسمّى هذا الحمل بالشايع لشيوعه في الاستعمال،و بالصناعي لأنّ صناعة الشكل الأوّل في المنطق موقوفة عليه؛إذ لابدّ فيه من كلّية الكبرى فلابدّ من كون المحمول في الصغرى فردا لكلّي و هو المناط في الشايع.
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ صاحب الفصول قدّس سرّه لمّا رأى أن لا جهة تقتضي صحّة الحمل في قولنا:«الإنسان حيوان ناطق»لتغايرهما ذاتا؛إذ إنّه قدّس سرّه زعم أنّ التركيب بينهما انضمامي لا اتّحادي،فكلّ واحد من الجزأين غير الكلّ قطعا مفهوما و خارجا، فاشكل عليه حينئذ صحّة الحمل،و لكنّه تخلّص‌[1]بدعوى كفاية الاتّحاد الاعتباري،فإنّا نعتبرهما أمرا واحدا فيصحّ الحمل.
و لا يخفى عليك أنّ اعتبارهما متّحدين إنّما يصحّح الحمل في مقام الاعتبار لا الخارج،و بعبارة اخرى المغايرة الخارجيّة توجب صحّد الحمل خارجا و الاعتباريّة تصحّحه اعتبارا،و من المعلوم أنّ صحّة الحمل في«الإنسان حيوان ناطق»خارجيّة لا اعتباريّة فلا يصحّ الحمل الخارجي حينئذ.

التنبيه الرابع:في مغايرة المبدأ مع الذات‌


ذكر صاحب الكفاية قدّس سرّه‌[2]كفاية مغايرة المبدأ مع الذات مفهوما و إن اتّحدا خارجا ردّا على صاحب الفصول،فإنّ صاحب الفصول قدّس سرّه‌[3]ادّعى لزوم المغايرة

[1]الفصول:62.

[2]كفاية الاصول:76.

[3]الفصول:62.

اسم الکتاب : غایة المأمول من علم الأصول المؤلف : الجواهري، الشيخ محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست