(مسألة 4)المطلق أو المضاف النجس يطهر بالتصعيد[2] لاستحالته بخارا ثم ماء.
الماء إلا أنه صار بخارا في زمان ثم تحول إلى أصله ثانيا، كالغبار المصعد إلى السماء فإنه نفس التراب ثم يرجع ويجتمع ثانيا.
(و فيه)أن التصعيد يوجب الاستحالة، ومن هنا قال المصنف(قده)في المسألة
الرابعة«إن المطلق أو المضاف النجس يطهر بالتصعيد، لاستحالته بخارا ثم
ماء»و لو لا ذلك لم يكن وجه لطهارته بعد ما كان نجسا. وقياس البخار على
الغبار مع الفارق، لأن البخار شيء آخر غير الماء وجدانا بخلاف الغبار،
فإنه نفس التراب المنتشر في الهواء. بل الصحيح في الجواب هو وجود الدليل
على طهورية مطلق المياه في العالم كما تقدم.
(الفرع الثاني)في تصعيد المطلق بعد مزجه بغيره. ذكر المصنف(قده)أنه لو مزج
معه غيره وصعد كماء الورد يصير مضافا، وهذا على إطلاقه غير صحيح، لأنه قد
يصدق الماء على المصعد أيضا، كما لو مزج بالتراب وصعد فإنه يكون المصعد
أيضا ماء، لعدم صعود التراب معه. وفي مزجه بالورد يجري الكلام المتقدم في
أن ماء الورد هل هو مضاف أو مطلق. نعم لا نضايق أن يصير في بعض الموارد
بالمزج والتصعيد مضافا، فالمدار إنما هو على الصدق العرفي لا غير. [1]لا
يتم هذا على إطلاقه كما عرفت في المسألة السابقة، إذ قد يصير بالتصعيد ماء
مطلقا-كما في العرقات-فإنها في الحقيقة ماء ذو رائحة كما ذكرنا في ماء
الورد. [2]جاء في تعليقه(دام ظله)على قول المصنف: «يطهر بالتصعيد»: «بل
الحكم كذلك في الأعيان النجسة فيما إذا لم يكن المصعد بنفسه من إفرادها كما
في المسكرات».
و ذلك لأنه يطهر المطلق أو المضاف المتنجس بالتصعيد، لاستحالته إلى