responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفسیر الموضوعی و التفسیر التجزیئی فی القرآن الکریم المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 161

لان هذا المثل بعد ان یفقد فاعلیته و قدرته علی العطاء، بعد ان یصبح نسخة من الواقع، بعد ان یصبح أمرا مفروضا و محسوسا و ملموسا، بعد ان یصبح غیر قادر علی تطویر البشریة و تصعیدها فی مسارها الطویل، تفقد هذه البشریة، هذه الجماعة تفقد بالتدریج ولاءها لهذا المثل و معنی انها تفقد ولاءها لهذا المثل یعنی ان القاعدة الجماهیریة الواسعة فی هذه الامة سوف تتمزق وحدتها لأن وحدة هذه القاعدة انما هی بالمثل الواحد فاذا ضاع المثل ضاعت هذه القاعدة. هذه الامة بعد ان تفقد ولاءها لهذا المثل تصاب بالتشتت، بالتمزق، بالتبعثر، تکون کما وصف القرآن الکریم بَأْسُهُمْ بَیْنَهُمْ شَدِیدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِیعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّی ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْقِلُونَ [1] بأسهم بینهم شدید باعتبار أن التناقضات تبدأ فی داخل هذه الأمة هذه الامة التی لا یجمعها مثل اعلی لا تجمعها طریقة مثلی، لا یجمعها سبیل واحد قلوب متفرقة أهواء متشتتة، ارواح متبعثرة، عقول مجمدة فی حالة من هذا القبیل لا تبقی امة و انما یبقی شبح امة فقط. و فی ظل هذا الشبح سوف ینصرف کل فرد فی هذه الامة ینصرف الی همومه الصغیرة، الی قضایاه
(1) سورة الحشر الآیة (14).
اسم الکتاب : التفسیر الموضوعی و التفسیر التجزیئی فی القرآن الکریم المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست