اسم الکتاب : رساله فی الامامه و ذکر اغلاط العامه المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 14
المقدمة الخامسة : -
إنه بعد أن اتضح لزوم تعیین الإمام علی الله ورسوله ( ص ) ، وإن فی ذلک
صلاح أمر الدنیا والدین ، وإن ترک المصلحة علی الله ورسوله قبیح ، فلا جرم
إن تستقل حکومة العقل بأن حضرت الرسالة لم تفارق روحه الدنیا إلا بعد أن
عین للناس إماما یرجعون إلیه فی الأحکام ، وإلا یلزم أحد محذورین محالین ، أما
عدم أمر الخالق جل جلاله بتعیین الإمام ، أو إن الرسول ( ص ) خالف الأمر
الوارد من الله بالتعیین ، وکلاهما باطلان بالضرورة ، فإن عدم أمر الله
تعالی بذلک مع الاحتیاج إلیه قبیح ، وهو المنزه عن کل قبیح ، علی إنه یلزم
منه تکلیف ما لا یطاق ، لأنه مع عدم الأمر بتعیین الإمام ، إما أن یرید من
الأمة امتثال أحکامه أو لا یرید ذلک ، فإن أراد لزم التکلیف بالممتنع کما
لو أراد الامتثال ولم یرسل رسولا یبین أحکامه ، وإن لم یرد ذلک کشف عدم
إرادته عن عدم إرادة بقاء الشریعة إلی یوم القیامة ، وهو ینافی المقدم
المفروض من بقاء الشریعة إلی قیام الساعة ، وإن کان الله تعالی أمر رسوله
بتعیین من شخصه وعینه للإمامة ، والرسول ( ص ) ما أطاع ولم یبلغ ما أمره
به ، لزم نسبة العصیان إلی النبی ( ص ) واللازم باطل باتفاق الإمامیة وأهل
السنة ، إذ لا شک ولا إشکال فی وجوب عصمة النبی حال النبوة فیثبت بهذه
المقدمة إن الله جل وعلا والرسول ( ص ) قد عینا للإمامة من یصلح لها .
المقدمة السادسة : -
هو إن القبیح لا یصدر من الله ورسوله أبدا ، وإن ذلک ممتنع
اسم الکتاب : رساله فی الامامه و ذکر اغلاط العامه المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 14