responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 62

فألقاک بالمطالبة و العقاب؟. و إلیه الإشارة بقوله- تعالی-:
أُوفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِکُمْ [1]. و بقوله- تعالی-:
و الَّذینَ هُمْ لأماناتِهِمْ وَ عَهْدهِمْ راعُونَ [2].
و قد روی: أن ملک الموت إذا ظهر للعبد عند موته أعلمه أنه قد بقی من عمرک ساعة لا تستأخر عنها طرفة عین، فیبدو للعبد من الحزن و الحرة و الأسف ما لو کانت له الدنیا بحذافیرها لاعطاها بدل أن یضم إلی تلک الساعة ساعة أخری لیتدارک فیها تفریطه، و لا یجد إلیها سبیلا، و قد روی- أیضا-:
أنه إذا کشف الغطاء للعبد قال لملک الموت: أخرنی یوما اعتذر فیه إلی ربی و أتوب، و أتزود صالحا لنفسی، فیقول: فنیت الأیام فلا یوم، فیقول:
أخرنی ساعة، فیقول: فنیت الساعات فلا ساعة، فیغلق علیه باب التوبة، فیغرغر بروحه، و تتردد انفاسه فی شراسیفه، و یتجرع غصة الیأس عن التدارک، و حسرة الندامة علی تضییع العمر، فیضطرب أصل ایمانه فی صدمات تلک الأهوال، فإذا زهقت نفسه، فان سبقت له من اللّه الحسنی خرجت روحه علی التوحید، و ذلک حسن الخاتمة، و إن سبق له القضاء بالشقوة- و العیاذ باللّه- خرجت روحه علی الشک و الاضطراب، و ذلک سوء الخاتمة.

تذنیب‌

التوبة عن بعض المعاصی المذکورة- أعنی المحرمات و ترک الواجبات- واجب بفتوی الشرع، بمعنی أن التارک لهذه التوبة و المرتکب لهذه المعاصی یکون معذبا بالنار، و هذا الوجوب یشترک فیه کافة الخلق، و تکلیف الجمیع به لا یوجب فسادا فی النظام الکلی. و أما التوبة عن بعض آخر منها، کالخواطر


(1) البقرة، الآیة: 40.
(2) المؤمنون، الآیة 8. المعارج، الآیة: 32.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست