responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 387

و انحازوا إلی قلل الجبال، و آثروا التوحش عن الخلق بطلب الانس باللّه، و التجرد له فی جمیع الحرکات و السکنات، فترکوا اللذات الحاضرة، و ألزموا أنفسهم الریاضات الشاقة، طمعا فی الآخرة، و قد اثنی اللّه علیهم فی کتابه، و قال:
ذلِکَ بِأنَّ مِنْهُمْ قِسِّیسینَ وَ رُهْباناً وَ أَنَّهُمْ لا یَسْتَکْبرونَ [1]. و قال تعالی: وَ رَهْبانیَّةً ابْتَدَعوها ما کَتَبْناها عَلَیْهمْ إِلا ابْتغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ [2].
و لما اندرس ذلک، و أقبل الخلق علی اتباع الشهوات، و هجروا التجرد لعبادة اللّه تعالی، و فروا عنها، بعث اللّه تعالی من سرة البطحاء محمدا (ص)، لاحیاء طریق الآخرة، و تجدید سنة المرسلین فی سلوکها، فسأله أهل الملل من الرهبانیة و السیاحة فی دینه، فقال (ص): «أبدلنا بالرهبانیة الجهاد و التکبیر علی کل شرف- یعنی الحج-، و أبدلنا بالسیاحة الصوم». فانعم اللّه علی هذه الأمة، بأن جعل الحج رهبانیة لهم، فهو بإزاء أعظم التکالیف و الطاعات فی الملل السابقة.

فصل (ما ینبغی فی الحاج)

ینبغی للحاج، عند توجهه إلی الحج، مراعات أمور:
الأول- أن یجرد نیته للّه، بحیث لا یشوبها شی‌ء من الأغراض الدنیویة، و لا یکون باعثه علی التوجه إلی الحج الا امتثال امر اللّه، و نیل


(1) المائدة، الآیة: 85.
(2) الحدید، الآیة: 27.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست