responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 35

إلی الاستعداد له، سوّف و وعد نفسه إلی ان یکبر فیتوب. و إذا کبر اخر التوبة إلی ان یصیر شیخا، و إذا صار شیخا یؤخرها إلی أن یفرغ من عمارة هذه الضیعة او یرجع من سفر کذا او یفرغ من تدبیر هذا الولد و جهازه و تدبیر مسکن له، و لا یزال یسوف و یؤخر إلی ان یخطفه الموت فی وقت لا یحتسبه، فتعظم عند ذلک بلیته و تطول حسرته، و قد ورد ان أکثر أهل النار صیاحهم من سوف، یقولون و احزناه من سوف! و المسوف المسکین لا یدری ان الذی یدعوه إلی التسویف الیوم هو معه غدا، و انما یزداد بطول المدة قوة و رسوخا، إذ الخائض فی الدنیا لا یتصور له الفراغ منها قط، اذ ما قضی من أخذ منها لبانته، و انما فرغ منها من اطرحها.

فصل (علاج طول الأمل)

اشارة

لما عرفت ان طول الأمل منشأه الجهل و حب الدنیا، فینبغی أن یدفع الجهل بالفکر الصافی من شوائب العمی، و بسماع الوعظ من النفوس الطاهرة، فان من تفکر یعلم ان الموت أقرب إلیه من کل شی‌ء، و انه لا بد ان تحمل جنازته و یدفن فی قبره، و لعل اللبن الذی یغطی به لحده قد ضرب و فرغ منه، و لعل اکفانه قد خرجت من عند القصار و هو لا یدری به. و اما حب الدنیا فینبغی ان یدفع من القلب بالتأمل فی حقارة الدنیا و نفاسة الآخرة، و ما ورد فی الأخبار من الذم و العقاب فی حب الدنیا و الرغبة إلیها، و من المدح و الثواب علی ترکها و الزهد عنها، و قد تقدم ما یکفی لهذا البیان.
و ینبغی- أیضا- ان یتذکر ما ورد فی مدح ضد طول الأمل- اعنی قصر الأمل کما یأتی- و ما ورد فی ذم طول الأمل، کقوله- صلّی اللّه علیه و آله-:
«ان أشد ما أخاف علیکم خصلتان! اتباع الهوی، و طول الأمل. فأما اتباع

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست