responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 326

فصل (حضور القلب)

اشارة

اعلم ان کون الأمور المذکورة روح الصلاة و حقیقتها، و المقصود الاصلی منها، امر ظاهر. إذ الغرض الأصلی من العبادات و الطاعات هی تصفیة النفس و تصقیلها، فکل عمل یکون أشد تأثیرا فیهما یکون أفضل.
و لا ریب فی ان المقتضی لصفاء النفس و تجردها و تصقیلها عن الکدورات من الصلاة لیس الا الأمور المذکورة، و لیس لنفس الحرکات الظاهرة کثیر مدخلیة فیها، و کیف لا یکون حضور القلب و الخشوع روح الصلاة و لا یتوقف کمال الصلاة علیه، مع ان المصلی فی صلاته و دعائه مناج ربه؟ و لا شک أن الکلام مع الغفلة لیس بمناجاة، و أیضا الکلام إعراب عما فی الضمیر، و لا یتأتی الاعراب عما فی الضمیر الا بحضور القلب، فای سؤال فی قوله: «اهدنا الصراط المستقیم» اذا کان القلب غافلا؟ و لا شک أیضا أن المقصود من القراءة و الاذکار الثناء و الحمد و التضرع و الدعاء، و المخاطب هو اللّه- تعالی-، فإذا کان قلب العبد محجوبا عنه بحجاب الغفلة، و لا یراه و لا یشاهده، بل کان غافلا عن المخاطب، و یحرک لسانه بحکم العادة، فما أبعد هذا عن المقصود بالصلاة التی شرعت لتصقیل القلب، و تجدید ذکر اللّه، و رسوخ عقد الایمان بها. هذا حکم القراءة و الذکر.
و اما الرکوع و السجود، فالمقصود منهما التعظیم قطعا، و التعظیم کیف یجتمع مع الغفلة، و إذا خرج عن کونه تعظیما، لم یبق الا مجرد حرکة الظهر و الرأس، و لیس فیه من المشقة ما یقصد الامتحان به، کما فی افعال الحج، و إعطاء المال فی الزکاة، و امساک النفس عن الشهوات فی الصوم.
فکیف یجعل مجرد هذه الحرکة مع خفتها و سهولتها عماد الدین، و الفاصل

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست