responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 315

فأمر بتطهیر جمیعها لیسوغ له الدخول بها فی العبادات و الإقبال علیها. و أمر فی الغسل بغسل جمیع البشرة، لأن أدنی حالات الإنسان و أشدها تعلقا بالملکات الشهویة حالة الوقاع، و لجمیع بدنه مدخل فی تلک الحالة. و لهذا قال رسول اللّه (ص): «تحت کل شعرة جنابة». فحیث کان جمیع بدنه بعیدا عن المرتبة العلیة، منغمسا فی اللذات الدنیة، کان غسله أجمع من أهم المطالب الشرعیة، لیتأهل لمقابلة الجهة الشریفة، و الدخول فی العبادة المنیفة. و أمر فی التیمم بمسح الأعضاء بالتراب، عند تعذر غسلها بالماء، وضعا لتلک الأعضاء الرئیسة، و هضما لها بملاقاتها أثر التربة الخسیسة.
ثم لما کان القلب هو الرئیس الأعظم لهذه الجوارح و الأعضاء، و المستخدم لها فی تلک الأمور المبعدة عن جنابه- تعالی-، و هو الموضع لنظر اللّه- سبحانه-، کما قال (ص): «إن اللّه لا ینظر إلی صورکم، و لکن ینظر إلی قلوبکم»، فله من ذلک الحظ الا وفر و النصیب الاکمل. فیکون الاشتغال بتطهیره من الرذائل و التوجهات المانعة من درک الفضائل أولی من تطهیر الأعضاء الظاهرة عند اللبیب العاقل. و إذا لم یمکن تطهیره من الأخلاق الرذیلة، و تحلیته بالاوصاف الجمیلة، لرسوخه علی حب الدنیا الدنیة، فلیقمه فی مقام الهضم و الازراء، و یسقه بسیاط الذل و الاغضاء.
کما أنه عند تعذر غسل الأعضاء بالماء یهضمها و یذللها بالوضع علی التراب، عسی أن یرحم ربه تواضعه و انکساره، فیهبه نفحة من نفحات نوره اللامع، فانه عند المنکسرة قلوبهم، کما ورد فی الأثر، فترق من هذه الإشارات و نحوها إلی ما یوجب لک الإقبال، و یتدارک سالف الإهمال.
ثم ما ذکر من السر فی الطهارة، یمکن استنباطه- مع الزیادة- من کلام مولانا الصادق (ع) فی (مصباح الشریعة)، حیث قال: «اذا أردت
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست