responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 270

علمه و حضر عذابه». فالبصیر لا تقع عینه فی العالم علی شی‌ء، و لا یلم خاطره بموجود، إلا و یتحقق أن للّه فیه نعمة علیه. و لذلک قال موسی بن عمران:
«إلهی! کیف أشکرک و لک علی فی کل شعرة من جسدی نعمتان: أن لینت اصلها، و ان طمست رأسها».

فصل (الأسباب الصارفة للشکر)

اعلم أن السبب الصارف لأکثر الخلق عن الشکر، إما قصور معرفتهم بأن النعم کلها من اللّه- سبحانه-، أو قصور معرفتهم و أحاطتهم بصنوف النعم و آحادها، او جهلهم بحقیقة الشکر و کونه استعمال النعمة فی إتمام الحکمة التی أریدت بها و ظنهم ان حقیقة الشکر مجرد ان یقولوا بلسانهم: الحمد للّه، أو الشکر للّه، أو الغفلة الناشئة عن غلبة الشهوة و استیلاء الشیطان، بحیث لا یتنبهون للقیام بالشکر، کما فی سائر الفضائل و الطاعات، او عدم احتسابهم للجهل ما یعم الخلق و یشملهم فی جمیع الأحوال من النعم نعمة.
و لذلک لا یشکرون علی جملة من النعم، لکونها عامة للخلق، مبذولة لهم فی جمیع الحالات. فلا یری کل واحد لنفسه اختصاصا بها، فلا یعدها نعمة. و تأکد ذلک بألفهم و اعتیادهم بها، فلا یتصورون خلاف ذلک، و یظنون ان کل انسان یلزم ان یکون علی هذه الأحوال. فلذلک تراهم لا یشکرون اللّه علی روح الهواء، و وفور الماء، و صحة البصر و السمع، و أمثال ذلک. و لو أخذ یمحقهم، حتی انقطع عنهم الهواء، و حبسوا فی بیت حمام فیه هواء حار، او بئر فیها هواء تقبل رطوبة الماء، ماتوا. فان ابتلی واحد بشی‌ء من ذلک، ثم نجی منه، ربما قدر ذلک نعمة و شکر اللّه

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست