responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 24

لا یقدر علی شی‌ء أصلا، فضلا عن دفع الشیطان، لخیف علیه الغرور بفضل اللّه و الثقة بکرمه و الأمن من مکره، حتی یظن أنه یبقی علی هذه الوتیرة فی المستقبل. و لا ریب أن الآمن من مکر اللّه خاسر مغرور، فسبیل النجاة بعد تهذیب النفس و خلوص القصد و الانقطاع عن الدنیا و لذاتها، ان یری ذلک کله من فضل اللّه، و کان خائفا علی نفسه من سلب حاله فی کل لحظة، و غیر آمن من مکر اللّه، و غیر غافل عن خطر الخاتمة. و هذا خطر لا محیص عنه و خوف لا نجاة منه، إلا بمجاوزة الصراط و الدخول فی الجنة، و لذلک لما ظهر الشیطان لبعض الأولیاء فی وقت النزع- و کان قد بقی له نفس- قال:
(أفلت منی یا فلان!؟)، فقال: (لا! بعد).

وصل (أهل العبادة و العمل)

و المغرورون منهم فرق کثیرة:
(فمنهم) من غلبت علیه الوسوسة فی إزالة النجاسة و فی الوضوء، فیبالغ فیه و لا یرتضی الماء المحکوم بالطهارة فی فتوی الشرع، و یقدر الاحتمالات البعیدة الموجبة للنجاسة، و إذا آل الأمر إلی الأکل و أخذ المال قدر الاحتمالات الموجبة للحل، بل ربما أکل الحرام المحض و قدر له محملا بعیدا لحله، و لو انقلب هذا الاحتمال من الماء إلی الطعام لکان أشبه بسیرة أکابر الأولیاء. ثم من هؤلاء من یخرج إلی الإسراف فی صبه الماء و ربما بالغ عند الوضوء فی التخلیل و ضرب إحدی یدیه علی وجهه أو یده الأخری، و لا یدری هذا المغرور أن هذا العمل ان کان مع الیقین بحصول ما یلزم شرعا فهو تضییع للعمر الذی هو أعز الأشیاء فیما له مندوحة عنه، و ان کان بدونه بل یحتاط فی التخلیل لیحصل الجزم بوصول الماء إلی البشرة، فما باله یتیقن

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست