و
الجزء الثالث- اعنی العمل بمقتضی الفرح الحاصل من معرفة المنعم- فهو من
ثمرات الحب للمنعم و الخوف من زوال نعمته. و بهذا یظهر: أن الشکر و الکفران
من متعلقات القوی الثلاث، و الأول من فضائلها إذا امتزجت و تسالمت، و
الثانی. من رذائلها.
فصل (فضیلة الشکر)
الشکر أفضل منازل الأبرار، و عمدة زاد المسافرین إلی عالم الأنوار، و هو
موجب لدفع البلاء و ازدیاد النعماء، و قد ورد به الترغیب الشدید، و جعله
اللّه سببا للمزید. قال اللّه- سبحانه-: ما یَفْعَلُ اللّهُ بِعذابِکُمْ إِنْ شَکَرْتُمْ وَ آمَنْتُمْ [1]. و قال: لَئنْ شَکَرْتُمْ لَأَزیدَنَّکُمْ [2]. و قال: فَاذْکُرونی أذْکُرْکُمْ وَ اشْکُروا لی وَ لا تَکْفُرونِ [3]. و قال: وَ سَنَجْزی الشَّاکِرینَ [4]. و
لکونه غایة الفضائل و المقامات، لیس لکل سالک أن یصل إلیه، بل لیس الوصول
إلیه الا لأوحدی من کمل السالکین. و لذا قال اللّه رب العالمین: وَ قَلیلٌ مِنْ عِبادیَ الشَّکورْ [5]. و کفی به شرفا