responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 221

درجة النفس المطمئنة، و ذلک لا یکون فی البدایة. و کم من مطمئن لا یقین له، کأرباب الملل و المذاهب الباطلة. فان الیهودی مطمئن القلب إلی تهوده، و کذا النصرانی، و لا یقین لهما أصلا، و إنما یتبعون الظن و ما تهوی الأنفس. و إذا توقف التوکل علی الیقین و قوة القلب، و ارتفع بضعف أحدهما، یظهر أن التوکل من الفضائل المتعلقة بقوتی العاقلة و الغضبیة معا، و ضده- اعنی عدم التوکل- من رذائل أحدهما أو کلیهما. ثم، إنک قد عرفت فی باب التوحید، أن عماد التوکل و ما یبتنی علیه، هو المرتبة الثالثة من التوحید، و هی أن تنکشف للعبد باشراق نور الحق بأنه لا فاعل إلا هو، و أن ما عداه من الأسباب و الوسائط مسخرات مقهورات تحت قدرته الازلیة. فطالب التوکل یلزم علیه أن یحصل هذه المرتبة من التوحید لیحصل له التوکل. و قد عرفت- أیضا- أن المرتبة الثانیة منه- أعنی التوحید الاعتقادی- إذا قویت ربما اورثت حال التوکل، الا ان التوکل کما ینبغی موقوف علی المرتبة الثالثة منه.

فصل (فضیلة التوکل)

التوکل منزل من منازل السالکین و مقام من مقامات الموحدین، بل هو أفضل درجات الموقنین. و لذا ورد فی مدحه و فضله و فی الترغیب فیه ما ورد من الکتاب و السنة، قال اللّه- تعالی-:
وَ عَلی اللّهِ فَتَوَکَّلوا إنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنینَ [1]. و قال:


(1) المائدة، الآیة: 26.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست