responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 195

فانه أقیم مقام الهیبة و الحیاء، فلم ینطق حتی سلم علیه خالقه، فقال:
وَ سَلامٌ عَلَیه یَومَ وُلِدَ وَ یومَ یَمُوتُ وَ یَومَ یُبْعَثُ حَیَّاً [1].
و انظر کیف احتمل لاخوة یوسف ما فعلوا به، و قد قال بعض العلماء:
«قد عددت من أول قوله- تعالی-:
إذْ قالُوا لَیُوسُفُ وَ أخوهُ أَحَبُ إلی أبینا مِنَّا [2] إلی رأس العشرین آیة من اخباره- تعالی- عنهم، فوجدت به نیفا و أربعین خطیئة، بعضها أکبر من بعض، و قد یجتمع فی الکلمة الواحدة الثلاث و الأربع، فغفر لهم و عفی عنهم، و لم یحتمل لعزیر فی مسألة واحدة سأل عنها فی القدر، حتی قیل: لئن عاد محی اسمه عن دیوان النبوة». و من فوائد هذه القصص فی القرآن: ان تعرف بها سنة اللّه فی عباده الذین خلوا من قبل، فما فی القرآن شی‌ء إلا و فیه أسرار و أَنوار یعرفها الراسخون فی العلم.

تذنیب (العزلة)

اعلم ان من بلغ مقام الانس، غلب علی قلبه حب الخلوة و العزلة عن الناس. لان المخالطة مع الناس تشغل القلب عن التوجه التام إلی اللّه. فلا بد لنا من بیان ان الأفضل من العزلة و المخالطة ایهما. فان العلماء فی ذلک مختلفون. و الاخبار أیضا فی ذلک مختلفة. و لکل واحد منها أیضا فوائد و مفاسد. فنقول: الظاهر من جماعة: تفضیل العزلة علی المخالطة مطلقا.


(1) مریم. الآیة: 14.
(2) یوسف. الآیة: 8.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست