responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 171

البَحْرُ قَبلَ أنْ تَنفِدَ کَلِماتُ رَبِّی [1].
و عدم وصول بعض الافهام من هذا الطریق إلی معرفة اللّه مع وضوحه، انما هو للاعراض عن التفکر و التدبر و الاشتغال بشهوات الدنیا و حظوظ النفس. ثم سلوک هذا الطریق، أی الاستدلال علی اللّه- تعالی- و علی کمال قدرته و عظمته، بالتفکیر فی الآیات الآفاقیة و الأنفسیة، خوض فی بحار لا ساحل لها، إن عجائب ملکوت السماوات و الأرض مما لا یمکن أن تحیط به الأفهام، فان القدر الذی تبلغه افهامنا القاصرة من عجائب حکمته الباهرة تنقضی الاعمار دون إیضاحه، و لا نسبة لما أحاط به علمنا إلی ما أحاط به علم العلماء، و لا نسبة له إلی ما أحاط به علم الأنبیاء، و لا نسبة له إلی ما أحاط به الخلائق کلهم، و لا نسبة له إلی ما استأثر اللّه بعلمه، بل کلما عرفه الخلائق جمیعا لا یستحق أن یسمی علما فی جنب علم اللّه، و نحن قد اشرنا إلی لمعة یسیرة من عجائب حکمته المودعة فی بعض مخلوقاته فی مبحث التفکر.

فصل (تفاوت المؤمنین فی محبة اللّه)

اعلم ان المؤمنین جمیعا مشترکون فی أصل محبة اللّه لاشتراکهم فی أصل الایمان، و لکنهم متفاوتون فی قدرها، و سبب تفاوتهم أمران:
أحدهما- اختلافهم فی المعرفة و حب الدنیا، فان أکثر الناس لیس لهم من معرفة اللّه إلا ما قرع اسماعهم من کونه متصفا بصفات کذا و کذا، من دون وصول إلی حقیقة معناها، و إلی اعتقادهم بأن الموجودات المشاهدة


(1) الکهف، الآیة: 110.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست