قد ظهر مما ذکر: ثبوت حقیقة المحبة و لوازمها من الشوق و الانس للّه-
تعالی-، و أنه المستحق للحب دون غیره، و بذلک ظهر فساد زعم من أنکر إمکان
حصول محبة العبد اللّه- تعالی- و قال: «لا معنی لها إلا المواظبة علی طاعة
اللّه، و اما حقیقة المحبة فمحال الا مع الجنس و المثل». و لما أنکروا
المحبة، أنکروا الأنس و الشوق و لذة المناجاة و سائر لوازم الحب و توابعه، و
یدل علی فساد هذا القول- مضافا إلی ما ذکر- إجماع الأمة علی کون الحب للّه
و لرسوله فرضا، و ما ورد فی الآیات و الأخبار و الآثار من الأمر به و
المدح علیه، و اتصاف الأنبیاء و الأولیاء به، و حکایات المحبین، و قد بلغت
من الکثرة و الصراحة حدا لا یقبل الکذب و التأویل، فمن شواهد القرآن قوله-
تعالی-: یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ [1]. و قوله: وَ الَّذینَ آمَنُوا
أشَدُّ حُبَّاً لِلّهِ [2]. و قوله- تعالی-: قُلْ إنْ کانَ آباؤکُمْ و
أبناؤکُمْ وَ إخْوانُکُمْ وَ أزْواجُکُمْ وَ عَشیرَتُکُمْ ... - الی قوله-: أحَبَّ إلَیْکُمْ مِنَ اللّهِ وَ رسُولِه ... الی آخر الآیة [3]. و أما الاخبار الواردة و الآثار، فقد قال رسول اللّه (ص): «لا یؤمن