responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 147

فی دعاء عرفة بقوله: «و أنت الذی ازلت الاغیار عن قلوب احبائک، حتی لم یحبوا سواک، و لم یلجأوا إلی غیرک».

تکمیل (الشهود التام هو نهایة درجات العشق)

قد صرح اساطین الحکمة: «ان الأشیاء المختلفة لا یمکن ان یحصل بینها تشاکل و تآلف تام حتی یحصل بینها الاتحاد و المحبة، و اما الأشیاء المتماثلة المتشاکلة فیشتاق بعضها إلی بعض و یسر بعضها ببعض، و یحصل بینها التآلف و الحب و الوحدة و الاتحاد».
و التوضیح: ان الجواهر البسیطة لتشاکلها و تماثلها یحن بعضها إلی بعض فیحصل بینها التآلف التام، و التوحد الحقیقی فی الذوات و الحقائق، بحیث یرتفع عنها التغایر و الاختلاف، إذ التغایر من لوازم المادیة. و اما المادیات فلا یمکن ان یحصل بینها هذا التآلف و التوحد، و لو حصل بینهما تآلف و شوق، فانما هو بتلاقی السطوح و النهایات دون الحقائق و الذوات، و لیس یمکن ان یبلغ مثل هذه الملاقاة إلی درجة الاتحاد و الاتصال فیحصل بینها الانفصال. فالجوهر البسیط المودع فی الإنسان- اعنی النفس الناطقة- اذا صفی عن الکدورات الطبیعیة، و تطهر عن الاخباث الجسمانیة، و تخلی عن حب الشهوات و العلائق الدنیویة، انجذب بحکم المناسبة إلی عالم القدس، و حدث فیه شوق تام إلی اشباهه من الجواهر المجردة، و یرتفع منها إلی ما هو فوق الکل و منبع جمیع الخیرات، فیستغرق فی مشاهدة الجمال الحقیقی، و مطالعة جمال الخیر المحض، و ینمحی فی أَنوار تجلیاته القاهرة، و یصل إلی مقام التوحید الذی هو نهایة المقامات، فیفیض علیه من أَنواره ما لا عین رأت، و لا إذن سمعت، و لا خطر علی خاطر، فیحصل له من البهجة و اللذة

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست