responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 140

فرب شخصین تتأکد المحبة بینهما عن غیر ملاحظة جمال، و لا طمع فی جاه و مال، بل بمجرد تناسب الأرواح، کما قال النبی (ص): «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناکر منها اختلف».

السادس- محبته لمن حصل بینه و بینه الألف و الاجتماع فی بعض المواضع،

لا سیما إذا کان من المواضع الغریبة، کالسفن و الاسفار البعیدة.
و السبب فیه: کون افراد الإنسان مجبولة علی المؤانسة مع التلاقی و الاجتماع، و لکون المؤانسة مرکوزة فی طبیعة الإنسان سمی إنسانا، فهو مشتق من الانس دون النسیان- کما ظن-، و المؤانسة لا تنفک عن المحبة، و ربما کان حصول المؤانسة و الحب بین أهل البلد، أو بینهم و بین أهل القری، أو بین أهل البلاد المتباعدة و المواضع المختلفة، من جملة أسرار الأمر بالجمعة و الجماعة و صلاة العیدین، و الحج الباعث لاجتماع عموم الخلائق فی موقف واحد.

السابع- محبته لمن یشارکه فی وصف ظاهر،

کمیل الصبی إلی الصبی لصباه، و الشیخ إلی الشیخ لشیخوخته، و التاجر إلی التاجر لتجارته، و هکذا ... فان کل شخص مائل إلی من یشارکه فی وصفه و صنعته و شغله و حرفته، و السبب الجامع فیه هو الاشتراک فی الوصف و الصنعة.

الثامن- حب کل سبب و علة لمسببه و معلوله و بالعکس،

فان المعلول لما کان مثالا من العلة، و مترشحا عنها و منبجسا منها، و مناسبا لها لکونه من سنخها، فالعلة تحبه لأنه فرعها و بمنزلة بعض اجزائها التی کانت منطویة فیها، و المعلول یحبها لأنها أصله و بمنزلة کله الذی کان محتویا علیه، فکان کلا منهما فی حبه للآخر یحب نفسه.
ثم السبب ان کان علة حقیقیة موجدة، تکون سببیة أقوی فی حصول المحبة و الاتحاد مما إذا کان علة معدة. فأقوی اقسام المحبة ما یکون للواجب

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست