responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 135

الذائقة و الشامة و اللامسة و سائر الحواس الظاهرة، و إن کانت معنی جنسیا شاملا لجمیعها فالامر ظاهر. و بما ذکر ظهر وجه تعلق الحب بجمیع القوی.

فصل (اقسام الحب بحسب مبادیه)

اشارة

اعلم ان أسباب الحب و مبادیها لما کانت متعددة مختلفة فینقسم الحب لاجلها علی أقسام:

الأول- حب الإنسان وجود نفسه و بقاءه و کماله،

و هو أشد اقسام الحب و اقواها، لان المحبة إنما تکون بقدر الملاءمة و المعرفة، و لا شی‌ء أشد ملاءمة لاحد من نفسه، و لا هو بشی‌ء أقوی معرفة منه بنفسه، و لهذا جعلت معرفة نفسه مفتاحا لمعرفة ربه [1]. و کیف لا یکون حب الشی‌ء لذاته أقوی المراتب، مع أن الحب کلما صار أشد جعل الاتحاد بین المحب و المحبوب أوکد و أبلغ؟ و أی اتحاد أشد من الوحدة و رفع الاثنینیة بالمرة، کما بین الشی‌ء و نفسه، فالمحب و المحبوب واحد، و سبب الحب غریزة فی الطباع بحکم سنة اللّه:
و لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّهِ تَبْدیلاً [2].
و معنی حبه لنفسه کونه محبا لدوام وجوده، و مکرها لعدمه و هلاکه، فالبقاء و دوام الوجود محبوب، و العدم ممقوت، و لذا یبغض کل أحد الموت، لا بمجرد ما یخافه بعده، أو لمجرد ما یلزمه من سکراته، بل لظنه أنه یوجب انعدام کله أو بعضه، و لذا لو اختطف من غیر الم و تعب، و امیت من غیر ثواب و عقاب، کان کارها لذلک، و کما ان دوام الوجود محبوب فکذلک کمال


(1) کما قال أمیر المؤمنین علیه الصلاة و السّلام: «من عرف نفسه فقد عرف ربه».
(2) الأحزاب، الآیة: 62. الفتح، الآیة: 23.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست