responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 133

منفورا عنده، و تسمی نفرته عنه کراهة و بغضا، و الثالث لا یوصف بمیل و کراهة، فلا یوصف بکونه محبوبا، و لا مکروها. ثم اللذة لما کانت عبارة عن ادراک الملائم اللذ و نیله، فالحب الذی هو المیل و الرغبة إلیه لا یخلو عن لذة محققة أو خیالیة، و علی هذا فیمکن أن تعرف المحبة بأنها ابتهاج النفس بادراک الملائم و نیله، هذا فإنک قد عرفت أن المدارک إن کان مما یستحسن حبه شرعا و عقلا، کان کراهته و بغضه من الرذائل و حبه من الفضائل، و إن کان مما یذم حبه، کان بالعکس من ذلک.

فصل (تعلق الحب بجمیع القوی)

الحب و الکراهة لما کانا تابعین للادراک، فینقسمان بحسب انقسام القوة المدرکة، التی هی الحواس الظاهرة، و الحواس الباطنة، و القوة العاقلة.
فمن الحب ما یتعلق بالحواس الظاهرة، بمعنی أن المحبوب مما هو مدرک و ملذ عندها، کالصور الجمیلة المرئیة، و النغمات الموزونة، و الروائح الطیبة، و المطاعم النفیسة، و الملبوسات اللینة بالنظر إلی الخمس الظاهرة. و منه ما یتعلق بالحواس الباطنة، بمعنی أن المحبوب مما هو مدرک و ملذ عندها، کالصور الملائمة الخیالیة، و المعانی الجزئیة الملائمة بالنسبة إلی المتخیلة و الواهمة. و منه ما یتعلق بالعاقلة، بمعنی أن المحبوب مما هو مدرک و ملذ عندها، کالمعانی الکلیة، و الذوات المجردة. و لا ریب فی أن العقلی من الحب و اللذات أقوی اللذات و أبلغها، إذا البصیرة الباطنة أقوی من البصیرة الظاهرة و العقل أقوی إدراکا و أشد غوصا و نفوذا فی حقائق الأشیاء و بواطنها من الحس، و جمال المعانی المدرکة بالعقل أعظم من جمال الصور الظاهرة الحسنة، فتکون لذة العقل و حبه بما یدرکه من الأمور الشریفة الإلهیة التی

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست