أ یَحسَبونَ أنَّما نُمِدُّهُم بِه مِنْ مالٍ و بنینٍ، نُسارعُ لَهمْ فی الخیراتِ بَلْ لا یَشعُرونَ [1]. و قال- سبحانه-: سنَستَدْرجهمْ مِنْ حَیث لا یَعلَمونَ [2] و قال- تعالی-: فلمَّا
نَسوا ما ذکِّروا بِه فَتَحنَا عَلیهم أبوابَ کلِّ شَیءٍ حَتی إذا
فَرِحوا بِما اتوا أخَذْناهم بَغتَةً فإذا هم مبلسون [3]. و قال تعالی:
انما نملی لهم لِیزدَادوا إثماً [4]. الی غیر ذلک من الآیات و الاخبار. و
منشأ هذا الغرور: الجهل باللّه و بصفاته، فان من عرفه لا یأمن مکره و لا
یغتر به بأمثال هذه الخیالات الفاسدة، و ینظر إلی قارون و فرعون و غیرهما
من الملوک و الجبابرة، کیف أحسن اللّه إلیهم ابتداء ثم دمرهم تدمیرا، و قد
حذر اللّه عباده عن مکره و استدراجه فقال: فَلا یأمنُ مکرَ اللّهِ الاّ القومُ الخاسرون [5]. و قال: و مَکروا و مَکرَ اللّهُ و اللّهُ خَیرُ الماکرینَ [6].
الطائفة الثانیة (العصاة و الفساق من المؤمنین)
و سبب غرورهم و غفلتهم اما بعض بواعث غرور الکافرین- کما