responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 119

الوجه الأخیر لا نسبة لمنزلتها و درجتها إلی درجة العبادة علی الوجهین الأولین، فان من تنعم بلقاء اللّه و النظر إلی وجهه الکریم، یسخر ممن یلتفت الی وجه الحور العین کما یسخر المتنعم بالنظر إلی وجه الحور العین بالملتفت الی الصور المصنوعة من الطین، و کما یسخر المتنعم بالنظر إلی وجوه النساء الجمیلة بالخنفساء التی تعرض عن النظر إلی وجوههن و تلتفت إلی صاحبتها و تألف بها، بل هذه أمثلة أوردناها من باب الاضطرار، إذ التفاوت بین جمال الحضرة الربوبیة و جمال الحور العین او النسوان الجمیلة أعظم کثیرا من التفاوت بین جمال الحور العین و الصور المصنوعة من الطین و بین جمال النسوان الجمیلة و الخنفساء، کیف و التفاوت فی الثانی متناه و فی الأول غیر متناه، و أی نسبة للمتناهی إلی غیر المتناهی؟

فصل (نیة المؤمن خیر من العمل)

لما عرفت ان النیة روح العمل و حقیقته، و توقف نفع العمل علیها دون العکس، و کون الغرض الأصلی من العمل تأثیر القلب بالمیل إلی اللّه- تعالی- و توقفه علی النیة، فهی خیر من العمل، بمعنی أن العمل إذا حلل الی جزئیه یکون جزؤه القلبی- اعنی النیة- خیرا من جزئه الجسمانی- اعنی ما یصدر من الجوارح-، و الثواب المترتب علیه أکثر من الثواب المترتب علیه، و لذا قال اللّه- سبحانه-:
لَن یَنالَ اللّهَ لُحومُها وَ لا دِماؤها وَ لکِنْ یَنالُهُ التَّقْوی مِنْکُمْ [1].


(1) الحج، الآیة: 37.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست