responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 116

یصل منه إلی النفس من النورانیة و الصفاء، و لا یزال یتکرر وصول هذا الأثر من الاعمال إلیها حتی تحصل لها غایة الضیاء و الصفاء، فیحصل لها التجرد التام و ینخرط فی سلک الملائکة، و لا ریب فی أن وصول هذا الأثر من الاعمال انما هو مع صحة النیة و خلوصها، و کونها للّه- سبحانه- من دون شوب الأغراض، بل التأمل یعطی ان هذا الأثر انما هو حقیقة من محض النیة، و ان کانت حادثة لأجل العمل.

فصل (عبادة الاحرار و الاجراء و العبید)

قد ظهر مما ذکر: أنه لا یحسب من عبادة اللّه و لا یعد من طاعة اللّه بحیث یترتب علیه الأجر فی الآخرة إلا ما یراد التقرب إلی اللّه و الدار الآخرة، أی یراد به وجه اللّه من حیث هو، من دون غرض آخر من الأغراض الدنیویة، أو یراد به التوصل إلی ثوابه، أو الخلاص من عقابه، فمن أراد بعبادته محض وجه اللّه، و اخلصها له لکونه أهلا للعبادة، و لمحبته له لما عرفه بجلاله و جماله و عظمته و لطف فعاله، فاحبه و اشتاق إلیه، و لا یرید سواه، و لا یبتهج بغیر حبه و انسه و الاستغراق فی لجة شهوده، فیفرح بعبادته و توجیه قلبه إلیه بطاعته. فجزاؤه أن یحبه اللّه و یجتبیه، و یقربه إلی نفسه و بدنه قربا معنویا و دنوا روحانیا، کما قال فی حق بعض من هذا صفته:
وَ إنَّ لَهُ عِندَنا لَزُلْفی وَ حُسنَ مَآبٍ [1] و إلی هذه المرتبة أشار أمیر المؤمنین (ع) بقوله: «إلهی ما عبدتک خوفا من نارک و لا طمعا فی جنتک، و لکن وجدتک أهلا للعبادة فعبدتک».


(1) ص، الآیة: 25، 40.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 3  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست