responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 75

وصل (غایة السعادة التشبه بالمبدإ)

صرح الحکماء بأن غایة المراتب للسعادة أن یتشبه الإنسان فی صفاته بالمبدإ: بأن یصدر عنه الجمیل لکونه جمیلا، لا لغرض آخر من جلب منفعة، أو دفع مضرة، و إنما یتحقق ذلک إذا صارت حقیقته المعبر عنها بالعقل الإلهی و النفس الناطقة خیرا محضا، بأن یتطهر عن جمیع الخبائث الجسمانیة، و الأقذار الحیوانیة. و لا یحوم حوله شی‌ء من العوارض الطبیعیة و الخواطر النفسانیة، و یمتلئ من الأنوار الإلهیة، و المعارف الحقیقیة، و یتیقن بالحقائق الحقة الواقعیة، و یصیر عقلا محضا بحیث یصیر جمیع معقولاته کالقضایا الأولیة، بل یصیر ظهورها أشد، و انکشافها أتم، و حینئذ یکون له أسوة حسنة باللّه سبحانه، فی صدور الأفعال و تصیر إلهیة أی شبیه بأفعال اللّه سبحانه فی أنه لصرافة حسنه یقتضی الحسن، و لمحوضة جماله یصدر عنه الجمیل من دون داع خارجی، فتکون ذاته غایة فعله، و فعله غرضه بعینه، و کلما یصدر عنه بالذات و بالقصد الأول فإنما یصدر لأجل ذاته و ذات الفعل و إن ترشحت منه الفوائد الکثیرة علی الغیر بالقصد الثانی و بالعرض. قالوا و إذا بلغ الإنسان هذه المرتبة فقد فاز بالبهجة الإلهیة، و اللذة الحقیقیة الذاتیة، فیشمئز طبعه من اللذات الحسیة الحیوانیة، لأن من أدرک اللذة الحقیقیة علم أنها لذّة ذاتیة، و الحسیة لیست لذة بالحقیقة لتصرمها و دثورها و کونها دفع ألم.
و أنت خبیر بأن هذا التصریح محل تأمل المخالفته ظواهر الشرع فتأمل.

اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست