responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 349

و هو أیضا من الأمراض المؤلمة للنفس، المانعة لها عن القرب إلی اللّه و الوصول إلی الملأ الأعلی. و یمنع صاحبه عما ینبغی أن یصدر عنه بالنسبة إلی أهل الإیمان: من الهشاشة و الرفق و التواضع و القیام بحوائجهم و المجالسة معهم و الرغبة إلی إعانتهم و مواساتهم ... و غیر ذلک. و هذا کله مما ینقص درجته فی الدین، و یحول بینه و بین مرافقة المقربین.
و لما کانت حقیقته عبارة عن العداوة الباطنة، فجمیع الأخبار الواردة فی ذم المعاداة تدل علی ذمه،
کقول النبی- صلی اللّه علیه و آله و سلم-: «ما کان جبرئیل یأتینی إلا قال: یا محمد! اتق شحناء الرجال و عداوتهم».
و قوله- صلی اللّه علیه و آله و سلم-: «ما عهد إلی جبرئیل قط فی شی‌ء ما عهد إلی فی معاداة الرجال».
و قول الصادق (ع): «من زرع العداوة حصد ما بذر» ...
و قس علیها غیرها.
و طریق العلاج فی إزالته: أن یتذکر أن هذه العداوة الباطنة تؤلمه فی العاجل، إذ الحقود المسکین لا یخلو عن التألم و الهم لحظة، و یعذبه فی الآجل و مع ذلک لا یضر المحقود أصلا، و العاقل لا یدوم علی حالة تکون مضرة لنفسه و نافعة لعدوه. و بعد هذا التذکر، فلیجتهد فی أن یعامله معاملة أحبائه:
من مصاحبته بالانبساط و الرفق، و القیام بحوائجه، و غیر ذلک، بل یخصه بزیادة البر و الإحسان، مجاهدة للنفس و إرغاما للشیطان، و لا یزال یکرر ذلک حتی ترتفع عن نفسه آثاره هذه الرذیلة بالکلیة. ثم لما کان الحقد عبارة عن العداوة الباطنة، و حقیقتها اضمار الشر و کراهة الخیر لمن یعادیه، فضده (النصیحة) التی هی قصد الخیر و کراهة الشر، لا المحبة- کما یتراءی فی بادی الرأی- إذ هی ضد الکراهة دون العداوة- کما یأتی فی محله- فمن معالجات الحقد أن یتذکر فوائد النصیحة و مدحها- کما یأتی- لیعین علی إزالته.
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست